عندما يحدث وتتيح لك الحياة فرصه للإبتعاد عن صخبها وازدحامها٬عندما تكون لديك الفرصه للإنعزال عن الحياة الإجتماعيه وماتسببه من إرهاق وتستنزفه من جهد٬ فإن ذلك البعد بلاشك سيسعدك ٬بل وكثيراً.!! ربما تقول الآن أنه أمراً بديها٬ً فالبعد يتيح لى الخلوه والراحه النفسيه, نعم الجميع يعرف ذلك عندما يكون البعد مجرد تغيير فى حياتك٬ تعود لها من بعده بكامل طاقتك للغوص فيها من جديد. ولكن هل أخبرك أحدهم ممن اتخذ الإنعزال حياة ٬حتى وإن كان بين الآف البشر٬ هل حدثك عما يحدث داخل هذه الدائره المغلقه والعالم الغامض٬أشك فى ذلك فالعائدون من هناك قليل!!ولكنى دعنى أبوح لك بذلك. فى الفتره الأولى سواء أخترت أو أجبرتك الظروف على الإنعزال ٬فإنك تبدأ تشعر بالسعاده الغامرة٬وتندهش, لماذا لم أفعل ذلك من قبل٬كيف كنت أستمتع بالضوضاء والأحاديث والمناسبات٬ كيف كانت تختفى عنى هذه السعاده. عادًه ماتكون على اتصال وثيق بحياتك فى ذلك الوقت٬تتواصل مع الجميع تخبرهم مدى سعادتك بحياتك الجديدة. عندما يزول الإنبهار المؤقت ٬ تبدأ بالشعور بارتياح شديد لقرارك. وتبدأ بتأسيس حياة جديدة لك فى هذا العالم الموازى٬ تبدأ باكتشاف كل شئ من جديد ٬حتى طعامك تصبح نكهته مختلفه٬نعم هى نكهه عالمك الجديد التى تبدأ فى التوغل بداخلك بدون أن تشعر ٬تكتشف أن فى الحياة رفاهيات جديدة كانت غائبه عنك لم تكن تجد لها وقتا ٬ ولكن هاهو ذا أصبح ملكك الآن . ربما تستمر بإتصالك بالأخرين ولكنه بلاشك يصبح أقل . طالت أم قصرت فترة الإرتياح لكنها حتماً تنتهى ٬ لكنها تكون قد أنهتك معها .أصبحت شخصاً جديداً لاهو قادراٌ على العودة للحياة والإختلاط ٬ ولاهو مستمت ٌع بعزلته . تشعر بشعو ٍر غريب ٬ هل أنا حقاً أنتمى إلى هنا أم هنًاك ٬ أم أننى لم أنتمى يوماً لأ ٍى منهم . تنتا ُبك أحاسيس مختلطة ما بين تأنيب وإنزعاج وإحساس بفقدان شئ أنت حقا لا تعرف ماهو !! تبدأ بالإنقطاع عن العالم الآخر ٬فأنت وهم لم تعودوا تلتقوا فى نقطة . طوال الفترات السابقه كنت تعتقد أنك لازلت تنتمى إلى هناك ٬ لكنك تدرك أنك لم ت ُعد أبداً ذلك الشخص . تبدأ محاولاتك العابثه للتمرد ٬تفشل مرات وتنجح مرة ٬ثم ما تلبث أن تقع مرًة أخرى , وكلما زادت قوتك كلما ازدادت قوة جذبك ٬ تشعر وكأن أثقال العالم كله أجتمعت لتسحبك لعالمك المظلم . تستمر إلى أن تنجح فى الخروج بصعوبه أو تستسلم بعد تع ٍب ويأس .ينتابك شعو ٌر فى لحظه ٬ لماذا لا أترك نفسى تأخذنى حيث تشاء ؟ لماذا كل ذلك الإستقتال للخروج ٬ ربما أكون مستمتعا حقاً. أو ربما أن ذلك هو قدرى لماذا أحاربه ؟! عند تلك النقطه ينقسمون . منهم من يستمر بالمقاومه ربما حياته كلها ٬قد ينجح يعود حينها بصعوبة للإنخراط فى الحياة يتعرف عليها من جديد ٬ كقادم من آله الزمن من عص ٍر بعيد . ولكن هناك من لم ينجح فى الخروج ولم يستمر فى المقاومه ٬ فقط استسلم ٬ وبدأ ينظر للحياة من بعيد كأنه لم يكن قط جزءاً منها !! شيئاً فشيئاً يشعر وكأن العالم كله يضيق به ٬ كأنما يريد أن يحلق بعيداً خارج هذا الكوكب ليحلق فى الفضاء يختلط سكونه بسكون حياته ٬وظلامه بروحه التى أنطفئت منذ زمن . دائماً مايتخيل نفسه هائماً فيه ربما كنت أنتمى فعلاً إلى هذا الفضاء٬ ففى الفضا ِء أيضاً حياة ولكنها حياة على قيد الموت !! ولكن تلك الأضواء القادمه من ذلك الكوكب حقاًتتعبنى لا أتحمل رؤيتها ٬ ترى