كل منا قد نشأ منذ صغره مع كثير من الثوابت والعقائد التى اندمجت معنا، وترعرعت بين لحومنا ودمائنا حتى أصبحنا لانعلم مبدأها من منتهاها ولامن أين أتت،سواء كانت تلك الثوابت دينيه ،أخلاقيه ، أو حتى عادات إجتماعية ، لايهم لأننا فى النهايه ألزمنا أنفسنا بها وتوارثناها أجيلاً . هذه الثوابت هى حجر الأساس المكون لشخصية كل منا، والتى تحافظ عليه من الإنهيار . فجميعنا لا يستطيع العيش بدون جذور تثبته وتمنعه من التخبط والتحليق ، كورقة شجر إنفصلت عن غصنها وأصبح الهواء يتلاعب بها ويحركها كيف يشاء ….. ولكن ماذا إذا أستيقظت يوماً ، ووجدتَ كل ثوابتك ومبادئك أصبحت حماقات وتُّراهات . أصبحت الفضيلة والأخلاق غباءاً ، والعادات جهلاً ، والإنتماء لدين والإلتزام به تخلف ورجعيه !!! بالتأكيد للوهلهِ الأولى ستصدم وتمر بفترة من التخبط ،تشعر أنك تائهاً ضللت الطريق وأنت لم تغادر حيَّك الذى نشأت فيه .. ولكن ماذا بعد …………..؟؟؟ هل ستخوضُ مع الخائضين ، تقتلع كل ذلك من داخلك وتلبس حله زمنك الجديد . قد لاتناسبك ، وتظل ماتبقى من عمرك محاولاً الإندماج عن غير قناعه ، أو مصارعاً ضميرك محاولاً الوصول إلى نقطةِ ثبات تستقر عليها وتكف عن التحليق !!!! أم أنك لن تستطيع إنتزاعها ، وتفضل أن تظل ثابتاً مقاوماً ، تحارب وحيداً وسط جموع المغفلين الذين لن يتركوا مسبهً إلا ونعتوك بها ، فالبشر بصفه عامه لا يحبون المختلف ، الخارج عن القطيع ، يزعجهم الثابت على مبادءهِ ،حتى الأنبياء لم يسلمو منهم !!! لذلك كن مستعداً . أختر ثوابتك بعناية ، نقها من الشوائب ، اجعلها تأتى منك لامن غيرك حتى لا تصدم إذا تغيّر مُلقِنُك وأصبح حرامهُ حلالاً ،فالجميع قد يتغيرون لاأحد معصوم . ثم اقتنع بها تمام الإقتناع ، حتى إذا جاء الطوفان ، ودعتك الظروف أن تكون فى طريقه ، أن تقف ثابتاً ، واثقاً ، مقتنعاً لدرجةِ أن كل التشكيك لن يُزحزِحُك خُطوة !! ودع عنك الدفاعُ عما أنت لست أهلاً للإقتناع به حتى لا يأتيك الشكُ من حيث لاتعلم وتضيع كما ضاع كثيرون …