أطباء كثيرون ذهبت لهم لمعرفة السبب وراء شعور الإرهاق و الإجهاد الدائم وعدم القدرة على القيام بأى شيء، منهم إخصائي فقر الدم، الذي نصحني بأخذ أيام راحة من العمل و النوم ساعات طويلة لتحسين حالتي، مع تناول كوب لبن بالحلبة وثمار التمر حتى أتخلص من “الأنيميا” بجانب الأدوية والمكملات الغذائية. وآخر استشاري باطنة سألنى إذا كنت أعاني من ألم المعدة من فترة طويلة كالاضطرابات الهضمية أو القولون أم لا، و عند الإجابة بنعم، وضح لى أن هذه الأعراض ناتجة من الضغط النفسي المتراكم. أمور كثيرة وضحها لي استشارى الباطنة، ومع البحث على صحيفة “ديلي ميل” البريطانية وموقع prevention المتخصص فى الصحة، استطعت أن أجمع معلومات أكثر للإجابة عن سؤال (لماذا الضغط النفسي يجعلنا نشعر بالمرض).. عزيزي إذا كنت تعاني من إرهاق وإجهاد وضغط نفسي، اقرأ التقرير التالى حتى تشفى، وسوف أقول لك فى النهاية علاج الضغط النفسي.
ماذا يحدث عند التعرض لـ«الضغط النفسي»؟
اجلس مع مجموعة من الأصدقاء المقربين، ووجه لهم سؤالا: (لماذا نتعرض إلى ضغط نفسي؟)، أغلب الإجابات ستكون (سخافة أشخاص.. عدم قدرتنا على تخطي الأمر.. عدم توقعنا أن هذا سيحدث.. ثقتنا فى أشخاص خطأ.. تحملنا أعباء كثيرة.. عدم استطاعتنا الدفاع عن أنفسنا.. إلخ). بعد سماعهم، وجه لهم سؤاال آخر (ماذا نفعل عند التعرض لضغط نفسي؟)، أعتقد أن كثيرين سيقولون لك “الهرب.. المواجهة”، لماذ الكثيرون سوف يقولون هذا لك؟ لأنه عند التعرض لضغط نفسي يفرز الجسم هرمونات كثيرة منها “الأدرينالين” المسؤول عن الاستجابة التلقائية “الهرب أو المواجهة”، والذي يعمل على ارتفاع معدل ضربات القلب وضغط الدم، وارتفاع كمية الأكسجين الواصلة إلى العضلات، وبهذا تزداد سرعة التنفس وتظهر أعراضها على جسمك فى (تعرق.. صداع.. غثيان.. ألم في العضلات.. ألم في المعدة.. توتر نفسي).
ما علاقة الضغط النفسي بالأرق والإجهاد؟
فى جامعة ميتشيجان (جامعة أمريكية بحثية)، حدد الباحثون كيفية تفاعل الإجهاد مع الجهاز المناعي، حيث قالوا إن التعرض لتوتر نفسي يؤثر على استجابة “المواد الكيميائية الدفاعية”، أو المواد التي تحارب البكتيريا أو الفيروسات في الجسم، فيظهر على الجسم تضخيم الالتهابات والحساسية، منها (متلازمة القولون العصبي، الربو، اضطرابات المناعة الذاتية مثل مرض الذئبة الجلدي)، لذلك يا عزيزي عند التعرض لضغط نفسي وتوتر من شىء يظهر على وجهك بعض الحبوب أو الالتهابات فى باقى الجسم. وأوضح الباحثون أن دور مستقبلات التوتر إرسال إشارات إلى خلايا مناعية معينة، والسيطرة على كيفية الدفاع عن الجسم، والخلايا الصارية (خلايا تشارك مع ردود الفعل الالتهابية عندما يحارب الجهاز المناعي من تهديدات خارجية)، يتم تشغيلها خلال المواقف العصيبة التي يواجهها الإنسان.
علاج الضغط النفسي لو كان هناك دواء أو وصفه سحرية للتخلص من الضغوط النفسية، كان الجميع ذهب لشرائه ولم يبقَ فى العالم مرضى نفسيون، لكن هناك نصائح قالها خبراء واستشاريون للتخفيف من أثر الضغوطات على أجسادنا منها:
1- التعرف على أسباب الضغط النفسي
نعم يا عزيزي أنت فى حاجة إلى سؤال نفسك: “ما سبب هذا الضيق؟”، هل ناتج من أزمة مالية أم خلاف عائلي مع الشريك والأسرة، أو بسبب الفشل المتكرر فى الوصول إلى الأهداف أو لفراق شخص قريب.
2- الواقعية في تحديد الهدف
أتوقع أن السبب الحقيقي وراء شعورك باليأس والضغط النفسي طوال الوقت، ذلك الجدول الزمني الذى اعتدت على كتابته كل شهر لتحقيق هدف بعينه، نعم.. أنت تملأه بكثير من المهام التى لا تستطيع تحقيقها. جرب تقليل المهام وزيادة الوقت.. أعطِ كل شىء (هدف) وقته حتى تستطيع الاحتفال بالوصول إليه.
3- المرونة
أنت مثل الجميع (يحاول.. بفشل.. يحاول.. ينجح)، لا أحد يا صديقي يصل إلى هدفه من الجولة الأولى، ولا أحد أيضا يستطيع حل مشكلات حياته وهو مملوء غضبا.
4- التجارب الماضية
هل تتذكر مشكلات العام الماضي؟ كيف هي اليوم؟ ألم يتم تصحيح وحل معظمها؟ إذن لا داعي للقلق.
5- الذهاب لطبيب نفسي
إذا كنت تشعر أنك فى حاجة إلى طبيب نفسي، اذهب دون تردد. نعم يا عزيزي.. الآن علمت أنني عند التعرض لضغوط نفسية، يتأذى جلدي بالالتهابات والحساسية، ومعدتي بالاضطرابات الهضمية والقولون، وأفقد النوم والراحة والتركيز، وأعاني من ألم العضلات والصداع، عرفت أن كل هذه الأعراض ناتجة من تعرضي لموقف لم أستطع تحمله، لذلك قررت التخلص من الضغوطات النفسية أولا بأول من خلال النصائح السابقة والتفكير فى الذهاب إلى طبيب إن ساء الأمر.. افعل أنت أيضا هذا.