أعرف أكتر عن العلاج الاجتماعي

العلاج المعنيّ بتنظيم العلاقات الشخصيّة الاجتماعيّة أو ما يسمى “Interpersonal Therapy” يقوم على أن بعض أنواع الأمراض النفسيّة قد تكون بسبب ضغوط العمل أو المشاكل في العلاقات الاجتماعيّة وشخصيّة الفرد، والهدف من هذا العلاج أن يفهم المريض كيف تؤثر هذه العوامل فيه وكيف أدّت به إلى المرض النفسي

العلاج النفسي أو المعالجة النفسي. أو العلاج بالتحليل النفسي هو استخدام الأساليب النفسية في شكل تفاعل شخصي منتظم، بهدف المساعدة على التغيير، والتغلب على المشكلات بطريقة مرجوة، كما يهدف العلاج النفسي إلى تحسين الفرد من حيث الرفاه والصحة النفسية، وكذلك يهدف إلى حل أو تخفيف السلوكيات والمعتقدات والدوافع والأفكاروالعواطف المزعجة، وتحسين العلاقات والمهارات الاجتماعية. وتُعتبر بعض العلاجات النفسية مسندة بدليل لعلاج بعض الاضطرابات النفسية.

هناك أكثر من ألف نوع مختلف من العلاجات النفسية، بين البعض منها اختلافات بسيطة، بينما يختلف البعض الآخر اختلافا جذريا، نتيجة استخدام مفاهيم أو تقنيات مختلفة من علم النفس.

هناك المئات من مناهج العلاج النفسي أو المدارس الفكرية، فبحلول عام 1980 كان هناك أكثر من 250 علاجا نفسيا[23]، وبحلول عام 1996 أكثر من 450[24]، وفي بداية القرن الواحد والعشرين كان هناك أكثر من ألف 1000 نوع من العلاجات النفسية – بين البعض منها اختلافات بسيطة، بينما يختلف البعض الآخر اختلاف جذريا نتيجة استخدام مفاهيم أو تقنيات مختلفة من علم النفس[25][26]، وفي كثير من الأحيان لا تقتصر الممارسة العلاجية علي نوع واحد فقط من العلاجات، وإنما تستعين بعدد من وجهات النظر والمدارس النفسية المختلفة، ويُعرف ذلك باسم النهج التكاملي أو التركيبي.

يُشير الكثيرون إلى أهمية العلاقة العلاجية بين العميل والمعالج، والتي تُعرف أيضا باسم التحالف العلاجي، وتُحدد نظرية العوامل المشتركة العلاقة العلاجية وغيرها من الجوانب الأساسية التي يُعتقد أنها مسؤولة عن فعالية العلاج النفسي.

قد يتناول العلاج أشكالا محددة من الأمراض النفسية القابلة للتشخيص، أو المشاكل اليومية التي يواجهها الشخص في إدارة العلاقات الشخصية، أو في تحقيق الأهداف الشخصية، وقد يبدأ العلاج النفسي قبل أو مع أو أثناء العلاج الدوائي (مثل الأدوية النفسية).

تُصنف العلاجات النفسية بعدة طرق مختلفة، ويمكن التمييز بين العلاجات القائمة على النموذج الطبي عن تلك القائمة على النموذج الإنساني؛ ففي النموذج الطبي يُسخِّر المعالج مهاراته لمساعدة العميل للعودة إلى حالته الصحية مرة أخرى، وتُعتبر كثرة استخدام الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية في الولايات المتحدة مثالا على النموذج الطبي، وفي المقابل فإن النموذج الإنساني أو غير الطبي يسعى جاهدا لإزالة المرض من خلال قيام المعالج بخلق بيئة مواتية تفضي بالمريض إلى حالة من التعلم التجريبي، كما يساعده على بناء ثقته بنفسه، مما يؤدى إلى فهم أعمق لذاته، ويرى المعالج نفسه بأنه “مساعد” أو “ميسر”، وهناك فارق آخر بين النوعين وهو الجلسات الفردية العلاجية، والعلاج النفسي الجماعي، بما في ذلك علاج الأزواج والعلاج العائلي.

أحيانا يتم تصنيف العلاجات النفسية وفقا لمدتها، حيث تصنف العلاجات ذات العدد القليل من الجلسات على مدى أسابيع أو شهور قليلة كعلاج مختصر (أو العلاج قصير المدى)، في حين تصنف العلاجات التي تأخذ شكل جلسات معتادة لسنوات على أنها علاج طويل المدى.

يُفرق بعض المعالجين بين علاجات ذات المناهج الأكثر عمقا، وأخرى ذات المنهج الأكثر دعما، حيث يُسهل النوع الأول من رؤية العميل لجذور المشكلة التي يواجهها، وأفضل مثال على هذا النوع هو التحليل النفسي، في حين أن النوع الثاني يؤكد على تعزيز آليات المسايرة أو التأقلم، بجانب التشجيع والمشورة، وكذلك اختبار الواقعية، وتنصيب الحدود إذا ما كان ذلك ضروريا، ويكون اختيار نوع العلاج بناءً على نوع المشكلة وحالة العميل[27].

تَستَخدم معظم أشكال العلاجات النفسية المحادثات المنطوقة كطريقة للتواصل، إلا أن بعض العلاجات تَستخدم أشكالا مختلفة من التواصل غير الكلامي مثل الكلمات المكتوبة، والأعمال الفنية، والدراما، والقصص، ورواية القصص، والموسيقى، وعلاج الأطفال باللعب أثناء وجود أولياء أمورهم، والرسم، وغيرها[28]. وهناك أيضا أشكال مختلفة لتقديم خدمة العلاج النفسي (بجانب التفاعل المباشر بين المريض والمعالج) مثل العلاج عن طريق الهاتف، أو عن طريق التفاعل عبر الإنترنت، وهناك بعض أنواع العلاجات بمساعدة الحاسوب، مثل العلاج بالواقع الافتراضي، والوسائط المتعددة لكل تقنية معرفية، والأجهزة المحمولة لتحسين المراقبة، أو وضع الأفكار قيد التنفيذ[29][30].

إنسانيةعدل

Crystal Clear app kdict.png

تستند العلاجات النفسية الإنسانية ،والتي تُعرف أيضا باسم “العلاجات التجريبية”، على علم النفس الإنساني، وقد ظهرت هذه العلاجات كرد فعل على كل من المدرسة السلوكية والتحليل النفسي، ويُطلق عليها اسم “القوة الثالثة”، وتهتم هذه العلاجات بالتنمية البشرية، واحتياجات الفرد، مع التركيز على معنى الذاتية، ورفض الحتمية، والاهتمام بالنمو الإيجابي بدلا من الاهتمام بالأمراض.

يفترض البعض قدرة الإنسان الكامنة على تحقيق أقصى قدر من إمكاناته، والنزعة لتحقيق ذاته، وتكمن مهمة هذا العلاج في خلق بيئة متناغمة تزدهر فيها هذه القدرة والنزعة، وبالتالي فإن جذور علم النفس الإنساني يمكن أن توجد في الوجودية – الاعتقاد بأن الإنسان يمكنه أن يجد المعنى من خلال إنشائه – وهذا هو هدف العلاج الوجودي، والعلاج الوجودي بدوره مرتبط فلسفيا بعلم الظواهر.

يهتم العلاج المتمركز حول العميل بإظهار المعالج لحالة من الانفتاح والتعاطف والتقدير الإيجابي غير المشروط تجاه العميل، وذلك لمساعدته على التعبير عن ذاته وتطويرها.

يأخذ العلاج الجشطالتي (والذي كان يُسمي في الأصل “العلاج بالتركيز”) الشكل التجريبي/الوجودي، حيث يُسهل من عملية الدراية تجاه السياقات المختلفة في الحياة، من خلال الانتقال من الحديث عن المواقف البعيدة نسبيا إلى العمل والخبرة المباشرة الحالية، وهناك شكل من أشكال العلاج الإنساني أكثر إيجازا، وهو نهج “المعطيات البشرية”، والذي عُرض عام 1989[31]، ويأخذ شكل التمركز على الحل، اعتمادا على تحديد الاحتياجات العاطفية – كالحاجة إلى الأمن والحكم الذاتي والاتصال والاجتماعي – ويَستخدم هذا النهجُ طرقا تربوية ونفسية مختلفة لمساعدة الناس على تلبية تلك الاحتياجات بشكل كامل ومناسب[32][33][34][35].

التوجه نحو الاستبصارعدل

Crystal Clear app kdict.png

يُركز العلاج النفسي المتوجه نحو الاستبصار على التفسير والكشف عن عمليات اللاوعي، وكثيرا ما يُشير إلى العلاج النفسي المعتمد علي الديناميكية النفسية، والذي يُعتر التحليل النفسي الشكل الأقدم له، وتُشجع هذه التطبيقات المستمدة من علم عمق النفس على التعبير اللفظي عن أفكار المريض، من خلال التداعي الحر والأوهام والأحلام، والتي من خلالها يستطيع المحلل صياغة طبيعة صراعات اللاوعي في الماضي والحاضر، والمتسببة في أعراض المريض ومشاكله الشخصية.

هناك أربع مدارس رئيسية في التحليل النفسي، وكلها أثرت على الديناميكية النفسية[36]الفرويدية، وعلم نفس الأنا، ونظرية العلاقة بالموضوع[37][38] وعلم نفس الذات، كما تطورت أيضا أساليب العلاج الجماعي التحليلي.

المعرفي السلوكيعدل

Crystal Clear app kdict.png

تَستخدم العلاجات السلوكية تقنيات سلوكية مثل تحليل السلوك التطبيقي (المعروف أيضا باسم تعديل السلوك) لتغيير أنماط سلوكية غير قادرة على التأقلم، وذلك لتحسين الاستجابات العاطفية والإدراك والتفاعل مع الآخرين، ويُعد العلاج التحليلي الوظيفي أحد أشكال هذا النهج.

العلاجات السلوكية – بحكم طبيعتها – هي علاجات تجريبية (تعتمد على البيانات)، سياقية (تركز على البيئة والسياق)، وظيفية (تهتم بتأثير أو نتيجة السلوك)، احتمالية (تعرض السلوك كما لو كان يمكن التنبؤ به إحصائيا)، أحادية (ترفض ثنائية العقل والجسم، وتعامل الشخص كوحدة)، وعلائقية أو متصلة (تحلل التفاعلات ثنائية الاتجاه)[39]، في حين يُركز العلاج المعرفي مباشرة على تغيير الأفكار، من أجل تحسين العواطف والسلوكيات.

يحاول العلاج السلوكي المعرفي الجمع بين كل من منهجي العلاج المعرفي والعلاج السلوكي، ويركز على بناء أو إعادة بناء الإدراك والعواطف والسلوكيات. وعموما ففي العلاج السلوكي المعرفي يقوم المعالج بمساعدة العملاء في التقييم، والإدراك، والتعامل مع الوسائل المسببة للمشاكل والاختلال في التفكير والعواطف والسلوك، وذلك من خلال مجموعة واسعة من الأساليب.

تعكس “الموجة الثالثة” تأثير الفلسفة الشرقية على علم النفس السريري، وتتضمن مبادئ مثل التأمل، والعلاج القائم على الوعي التام، والعلاج بالقبول والالتزام، والعلاج السلوكي الجدلي[25].

العلاج النفسي بين الأشخاص هو شكل مختصر نسبيا من العلاج النفسي، وهو مستمد من الديناميكية النفسية والعلاج المعرفي السلوكي، ويركز على الروابط بين المزاج والظروف الاجتماعية، مما يساعد على بناء المهارات الاجتماعية والدعم الاجتماعي[40]، كما يهدف إلى تعزيز التكيف مع الأدوار والمواقف الشخصية التفاعلية.

نظامي أو منهجيعدل

يسعى العلاج المنهجي إلى معالجة الناس ليس فقط على المستوى الشخصي كما هو الحال في كثير من الأحيان في العلاجات الأخرى، وإنما أيضا على مستوى العلاقات والتعامل مع التفاعلات الجماعية، بجانب الأنماط والديناميات، ويشمل ذلك العلاجَ العائلي، والاستشارات الزوجية، ويُعتبر علم نفس المجتمع نوعا من أنواع العلاجات النظامية أو المنهجية.

استخدم مصطلح العلاج الجماعي لأول مرة في عام 1920 من قبل يعقوب مورينو (Jacob L. Moreno)، وتُعتبر السيكودراماأحد أهم إسهاماته، وفيها يقوم أعضاء المجموعة بدور ممثلثن وجمهور في نفس الوقت لاستكشاف المشاكل الفردية تحت إشراف قائد المجموعة.

اعتمد المحللون النفسيون الأوروبيون الذين هاجروا إلى الولايات المتحدة الأمريكية الاستخدام الأكثر تحليلا واستكشافا لمجموعات المرضى داخل وخارج المستشفى، ومن بين هؤلاء المحللين بول شيلدر، الذي عالج مرضى العصاب الشديد والذهان البسيط في مجموعات صغيرة في مستشفى بلفيو نيويورك، وقد تجلت قوة تأثير العلاج الجماعي في بريطانيا خلال الحرب العالمية الثانية، عندما أثبت العديد من المحللين النفسيين والأطباء النفسيين قيمة أسلوب العلاج الجماعي في اختيار الضباط، وقد سنحت الفرضة لهؤلاء الرواد، لا سيما ويلفريد بيون، بقيادة وحدة الجيش النفسية.

أُعطي مستشفى نورثفيلد في برمنغهام اسمه لما أُطلق عليه لاحقا اسم “تجارب نورثفيلد”، وهو ما أعطي زخما منذ الحرب العالمية لتطوير العلاج الجماعي، واستخدام مجموعات صغيرة لعلاج الاضطرابات العصبية والشخصية. ويُستخدم اليوم العلاج الجماعي في المرافق الصحية والعيادات الخاصة[41].

تعبيريعدل

يتضمن العلاج التعبيري أي شكل من أشكال العلاج التي تَستخدم التعبير الفني كوسيلة أساسية لعلاج المرضى (العملاء)، ويَستخدم المعالج التعبيري مختلف التخصصات من الفنون الإبداعية كنوع من أنواع التدخلات العلاجية، ويشمل ذلك طرق العلاج بالرقص، والعلاج بالدراما، والعلاج عن طريق الفن، والعلاج بالموسيقى، والعلاج بالكتابة، وغيرها، ويعتقد المعالجون أن أكثر الطرق فعالية لعلاج المريض هو بالتعبير عن خياله من خلال عمل إبداعي، ودمج ومعالجة القضايا التي تثار بنفس الطريقة.

ما بعد الحداثةعدل

علاجات ما بعد الحداثة، والمعروفة أيضا باسم ما بعد البنيوية أو البنائية، كالعلاج بالرواية الذي يقوم بجذب الانتباه تجاه “القصة المهيمنة” على حياة المريض عن طريق المحادثات العلاجية، والتي أيضا قد تنطوي على استكشاف أفكار ضارة، وكيفية انتقال هذه الأفكار إلى الصدارة، كما يمكن استكشاف التأثيرات الاجتماعية والثقافية إذا رأى المريض فائدة من ذلك.

يفترض العلاج بالتماسك مستويات متعددة للبنية العقلية التي تقوم بخلق الأعراض كوسيلة للدفاع عن النفس أو تحقيق وإدراك الذات، ولا يَقبل العلاج النسوي فرضية وجود طريقة واحدة صحيحة للنظر إلى الواقع، وبالتالي يُعتبر العلاج النسوي أحد علاجات ما بعد الحداثة[42] .

أنواع أخرىعدل

يتناول علم نفس ماوراء الشخصي المريض من زاوية سياق التفاهم الروحي للوعي، ويُعتبر العلاج النفسي الإيجابي أحد أساليب العلاج النفسي الإنساني والديناميكية النفسية منذ عام 1968، ويستند هذا العلاج على إعطاء المريض صورة إيجابية عن البشر، مع نهج لتعزيز الصحة النفسية، والتوجه نحو الموارد، والتمركز حول الصراع.

يحدث العلاج بالتنويم المغناطيسي وقت وجود الشخص في حالة التنويم، وغالبا ما يُستخدم العلاج بالتنويم المغناطيسي من أجل تعديل سلوك الفرد، أو محتواه، وتوجهاته العاطفية، فضلا عن مجموعة واسعة من الحالات الأخرى من بينها: العادات غير الفعالة أو المختلة[43][44][45][46][47]،والقلق[48]، والمرض المتعلق بالتوتر[49][50][51] ، وإدارة الألم[52][53]، والتنمية الشخصية[54][55].

يركز العلاج النفسي الجسدي على العلاقة بين العقل والجسم، ويحاول الوصول إلى مستويات أعمق من النفس من خلال زيادة الوعي بالجسم المادي والعواطف، وهناك العديد من العلاجات الموجهة للجسد، مثل تحليل الطاقة البيولوجية، والعلاج النفسي الحسي، ويجب عدم الخلط بين هذه الأساليب العلاجية وبين علاجات الجسم التي تسعى إلى تحسين الصحة البدنية في المقام الأول من خلال المجهود البدني المباشر على الجسم، وليس من خلال وسائل نفسية مباشرة.

تم تطوير بعض العلاجات في بلدان أخرى، ففي البلدان الأفريقية يوجد علاج استعادة الانسجام، والعلاجات الشاملة على أساس فلسفة أوبونتو[56][57][58].

يُعتير العلاج النفسي التكاملي محاولة لجمع الأفكار والاستراتيجيات من أكثر من منهج نظري، ويتضمن ذلك خلط المعتقدات الأساسية، والجمع بين التقنيات التي أثبتت نجاحها، وتشمل أشكال العلاج النفسي التكاملي العلاج المتعدد الوسائط، واختيار العلاج المنهجي، والعلاج التحليلي المعرفي، ونموذج نظام الأسرة الداخلية، وعادة ما يطور الأطباء النفسيون العلاج النفسي التكاملي الخاص بهم بمرور الوقت.

الرابط ده فيه شرح حلو جدا هنا

Leave a Reply

Fill in your details below or click an icon to log in:

WordPress.com Logo

You are commenting using your WordPress.com account. Log Out /  Change )

Facebook photo

You are commenting using your Facebook account. Log Out /  Change )

Connecting to %s

Website Powered by WordPress.com.

%d bloggers like this: